القائمة الرئيسية

الصفحات




   الخداع الحسي هو إدراك حسي زائف ومشوه لشيء حقيقي موجود ويوصف بأنه خداع حسي عندما لا ينطبق الإدراك الحسي على واقع الشيء الحقيقي كما هو موجود فعلا. والخداعات الحسية هذه كثيرا ما تحصل لدى الأشخاص الأسوياء، أيضا، وما يسمى بالخداع البصري مبني على قوانين فيزياوية معروفة، وهي خداعات بصرية أصبحت جد مألوفة. فحينما نغمس ملعقة في كأس مليء بالماء، فإنها تبدو لنا وكأنها مكسورة، والسبب أن جزئیها، الظاهر والمغمور في الماء، يحيطهما وسطان مختلفان في الكثافة لذلك تلوح لنا وكأنها مكسورة، أو أنه ليخيل إلينا هكذا. 
   الناس الأسوياء يمرون أيضا بتجارب وخبرات من الخداع الحسي،  وأسباب ذلك كثيرة، منها مثلا عدم التركيز في الانتباه، فيمر الشخص بحالة انتباه سطحي للأشياء، أو بسبب إدراك حسي غامض أو غير واضح، كما في حالة وجودك في الظلام، أو عندما لا تكون الإضاءة كافية، أو في حالة ضعف السمع، كما بنعرض الفرد لمثل هذه الضروب من الخداع فتحمل له أخطاء عندما يقرأ، أو إساءة الفهم لبعض الكلمات خلال المحادثة، أو ربما يتعرض لذلك أيضا في حالات الخطأ في التعرف على شخص فيتوهم في معرفة شخص غريب يراه بدون انتباه زائد نحوه فيظنه شخصا يعرفه. من عوامل الخداع الحسي أيضا، التغير في الوضع الوجداني للشخص، كما يكون في حالة قلق، أو في حالة خوف. بيد أن حالات الخداع الحسي تكثر وتزداد بازدياد أعراض الأمراض العقلية. فهي خداعات.
  حسية بكثر حدوثها عندما يصاب الشعور بعاهات مرضية مثل الهذیان، وحالات التوهان)، وهي خداعات ننسلك في عداد المتلازمات Syndromes الاهتلاسية والهذائية، كما تكون هذه الخداعات مصاحبة أيضا للاضطرابات الوجدانية. 
  فالخداع البصري لدى المريض الذي يعاني من الهناء وحالات التومان، تبدو عليه فيرى كل ما يحيط به من أشياء مشوهة لذلك تظهر له الأشياء البيئية غريبة. ولهذا فإن خبرات الخوف والقلق تعد من العوامل المساعدة في زيادة حدة الخداع الحسي. وعندما لا يكون العطب الذي يصيب الشعور خطيرة، فإن المريض الهذياني يدرك الأشياء بشكل خاص به هو فقط، فيرى الأشياء العادية كانها صور رائعة، أو يدركها بصورة مبالغ فيها، فيرى الشق في الجدار، أو الظل المنعكس على السقف، وكانهما غيلان. 
   حالات الاهتلاسات، وحالات الهذيان، يمكن أن تحصل أيضا على صورة خداعات لفظية Verbal Illusions. إذ إن المريض في هذه الحالات يفسر ما يدور حوله من حديث وما يسمعه من عبارات حيادية لا تمسه ابدأ، يفسرها بأنها عبارات موجهة ضده، وأنها تنم عن عداء موجه إليه. ويصعب أحيانا التمييز بين نوعي الخداعات الحسية لدى المرضى. 
  ولكن الفرق هو أن المريض بالخداع السمعي يفسر ما يسمع بطريقته الخاصة، أما المريض بالخداع الحسي الهذياني، فإنه يبحث عما وراء ما يتلفظ به الناس وماذا عساهم يعنون.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع
    Back to top