القائمة الرئيسية

الصفحات




   يكون المرء مصابا بالهوس عندما يبدي سلوك المبالغة القسري في تصرفاته باتجاه أمر ما، نحو المبالغة في اتخاذ احتياطات النظافة و استخدام المطهر (هوس النظافة) إلى حد يزيد على ما هو منطقي و مقبول بوضوح. فعندما يلجأ المرء على سبيل المثال إلى غسل يديه كل ساعة (ومن ثم إلى غسل کامل جسمه أيضا) دون أن يكون هناك أي سبب منطقي لذلك، فإنه قد يكون مصابة بهذا الاضطراب العصابي. 
  ومن الأمثلة الأخرى على حالات الهوس ألا يمتلك المرء القدرة على التواجد وحيدا في الأماكن المغلقة الضيقة کالمصعد أو غرفة الفندق دون الشعور بالخوف! فالإنسان المصاب بهذا الاضطراب يشعر بحاجة ماسة إلى الخروج من المكان الضيق لأنه يشعر بضيق النفس وبأن الجدران تقترب منه وكذلك السقف، فنجده يسعى بشكل مبالغ فيه (وهنا صفة الهوس) إلى التواجد مع أناس آخرين لكي يشعر بالاطمئنان! وفي سياق الحديث عن الهوس تجدر الإشارة أيضا إلى مشكلات إدمان الكحول أو النيكوتين أو غيرهما، لأن الإدمان - في جزء كبير منه على الأقل – له مسبب عصابي كما يعتبر واحد من عوارض الاضطرابات العصابية المختلفة.
   وفي مجال الإثارة الجنسية هناك أيضا شكل مشابه من أشكال السلوك القسري المبالغ فيه. إن الهوس الجنسي أو "الإروتومانيا" المبالغة في إعطاء ممارسة الجنس أهمية كبيرة في الحياة) منتشر على نطاق واسع نسبيا ويعتبر من أهم أسباب انخفاض مستوى الأداء في العمل وتقهقر العلاقات الزوجية و علاقات الصداقة والشراكة في المجتمع. ففي مجال الإثارة والجنس تحديدا يجب ألا ننظر إلى الأمر من منظار مستوى الأداء الكمي"؟ وفي بعض الأحيان قد يرزح الشباب تحت هذا الهوس إلى حد يجعلهم يشعرون بأن أمرا مهما قد فاتهم عندما تمر فرصة واحدة دون أن يستغلوها ودون أن يظهروا أقدراتهم الجنسية"! ولا عجب حينئذ أن يعاني أولئك الشباب من اضطراب في مستوى أدائهم في الدراسة أو في العمل. وقد يعاني البالغ أيضا من شكل مشابه من أشكال الهوس والأداء القسري" والسباق لإظهار "المقدرات".
  فالبعض مهووسون في صعود سلم المراتب الوظيفية ولذلك نجدهم يبالغون في محاولاتهم لإثبات الذات والمقدرة على الأداء. ولا شك أنهم بارهاقهم لأنفسهم يبرمجون إخفاقهم، مما يؤدي بدوره إلى تدني مستوى ثقتهم بأنفسهم وفقدانهم للمتعة في الحياة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع
    Back to top