القائمة الرئيسية

الصفحات

أبناؤنا وصحتهم النفسية .. في مرحلة الطفولة




 العوامل التي تساعد على توفير الصحة النفسية للطفل 

1/الصحة الجيدة

   العقل السليم في الجسم السليم ، والطفل الصحيح البنية الممتلئ حيوية ونشاط يستطع أن يواجه المشكلات اليومية ويحلها بسهولة . ويستطيع أن يقاوم القلق والمخاوف أكثر من الطفل المعتل الصحة . كما أنه سيتمكن من أداء الواجبات المطلوبة منه في سهولة ، فيشعر بقدرته وبثقته في نفسه ، وبالتالي يشعر بالطمأنينة . أن ضعف الحيوية يؤثر على ثقة الطفل بنفسه ، وذلك لعدم قدرته على عمل ما هو مطلوب منه . وهو يجد صعوبة في التوافق ويشعر بأن الدنيا صعبة ، وأن كل الناس تكرهه .
   ويمكن مساعدة هذا الطفل لو عرفنا سبب هذا الضعف . فقد يكون سوء التغذية ، وفقدان الشهية أو تسوس الأسنان ، أو التهاب اللوز ، وكلها عوامل لا تبدو في شكل مرض يقعد الطفل ، ولكنها تضعف حيويته ، فلا يستطيع أن يجاری زملاءه في اللعب ، ولا يستطيع أن يؤدي واجباته كاملة . فإذا عالجنا السبب وأعطينا الطفل المقويات والفيتامينات زال عنه الضعف واكتسب حيوية تساعده على التوافق ويشعر بالسعادة والرضى ويقبل على الحياة في طمأنينة وأمل .

2/الحب .. والطفل

   أن الحب للطفل هو الغذاء النفسي الذي تنمو وتنضج عليه شخصيته . وكما يتغذى جسمه على الطعام فإن نفسه تتغذى على الحب والقبول .

الحب المستنير الواعي الذي يبعث في نفسه الإحساس بالاطمئنان والثقة والأمن ، هذا الحب الذي يدفعنا إلى أن نقف منه موقف التشجيع والمساندة إذا ما احتاج إليهما في كفاحه الدءوب لممارسة قدراته تحقيقا لحاجات نموه . فلا نحرمه في ان يقوم ببعض ما يود من لذة الاكتشاف والأداء اختصارا للوقت والجهد ، فإذا نجح فيما يقوم به يبنغي أن نشجعه . وإذا فشل ينبغي أن يلمس منا الهدوء والتشجيع على أن يعيد المحاولة من جديد . وبهذا النوع من الحب يبدأ يشعر بالثقة في نفسه وفي مقدرته ، فتلمو معه حتى يكبر ليكون إنسانا هادئا واثقا من نفسه في غير خيلاء أو زهو ، قادرا على مقابلة تحديات الحياة في فهم وعزم ، سعيدا بما يحقق ، منطلقا الى المستقبل في إيمان وتفاؤل . لذلك ينبغي علد معاملة الأطفال معرفة وفهم الصفة الهامة للحب اللازمة للمو شخصية الطفل السوي ، وهي التي تقوم على حب الطفل لشخصيته وليس لما يفعله.
   هذا النوع من الحب غير المشروط ، المتقبل للطفل على ما هو عليه لا يمكن الاستغناء عنه لنمو شخصيته ، بل هو الغذاء الهام اللازم لضمان سلامة الشخصية السوية في المراحل المتقدمة من العمر .
   أما إذا أعطى الطفل الإحساس بأن قبوله من آبائه ومدرسيه وأصدقائه يتوقف إلى حد كبير على ما يعمله ، فهذا الفهم الخاطئ والشائع عامل كبير في إحساس الطفل بالخوف ، وله تأثير غير بناء على نمو شخصيته ، ويعتبر السبب الأساسي في كثير من المشاكل المستقبلة في حياة الطفل . أما الحب غير المشروط : فهو الحب الذي يساعد على نمو الشخصية ، ويخلق في الفرد إحساسه الطيب نحو نفسه ، ويؤدي إلى الشعور والرغبة الصادقة في أن يحاول ويغامر في حياته دون خوف من نتيجة الفشل .. هذا هو النوع من الحب الذي يخلق الأبطال ويساعد على نمو أطفال واعين مدركين للحياة .
  هذا الحب حيوي وهام وضروري للطفل ولا سيما في سنواته العشر الأولى من حياته ، وينبغي على الأباء منحه للطفل بسخاء في هذه الفترة .. وهذا لا يعني أن هذا الحب غير هام في مراحل العمر الأخرى من الحياة . الفشل في إقناع الطفل في فترات نموه بأن هذا النوع من الحب هو إحساس والديه نحوه ، يكون السبب الوحيد والهام الذي يؤدي الى انحراف شخصية الطفل في مراحل الطفولة المتأخرة وفي المراهقة والرشد .

3/إحساس الطفل بالأمن 

  إن إحساسا الطفل بالأمن يجعله يشعر بالاطمينان والراحة نفسيا ، عندما يكون قريبا من أمه ويحتمي بها ، فيؤدي هذا إلى زيادة الثقة بنفسه وبالعالم من حوله في المراحل المختلفة ، وفقدان الإحساس بالأمن يؤدي الى : الانحراف . والقلق ، والخوف ، والشعور بعدم الاستقرار ، والكراهية ، والنزعات العدوانية ، والعنف . آن طفل اليوم في أشد الحاجة إلى الإحساس بالأمن کی نحقق له الصحة النفسية ، والسعادة الحالية والمستقبلة .

4/علاقة الأم بالطفل

   يعتبر حب الأم للطفل وعلاقتها به حجر الأساس في توفير السعادة والصحة النفسية لطفل اليوم فالرعاية الكاملة لحاجات الطفل الأولية في السنوات الأولى تعطى الطفل بداية طيبة في الحياة وتعطيه شعورا بالأمن والطمأنينة ، وتمهد له السبيل إلى الثقة بالنفس والتعرف على ذاتيته ، وتحقيق الشعور بالانتماء والطمأنينة : وهي الأسس التي يرى الطب النفسى ضرورة توافرها لكي ينعم المرء بصحة نفسية وسعادة ، تهیی له فيما بعد سبل تلمية ما لديه من قدرات والتوفيق فيما سيقوم به من مهام ، والتعرف على السعادة وممارستها كخبرة حين تشع في حياته الهدوء ، وتعينه على الاستمتاع إذا لقي النجاح وتعصمه من الانهيار إذا صادفه الفشل .

5/علاقة الأب بالطفل

   الدور الذي يستطيع الأب القيام به في تلشلة أبناءه لتوفير الصحة النفسية لهم دور عظيم الأثر . فلو قام كل أب بواجبه في هذه الناحية على النحو الذي ينبغي لكان الا ان نرجو ان يكون عالم اليوم خيرا أكثر من الأعوام السابقة ، وأن يتحرر أبناء الغد من كثير مما يشعر به أبناء اليوم من الأنانية والغيرة ، والشعور بالنقص ، وعدم الثقة بالنفس ، وعدم الاكتراث ، وقلة المبالاة بالغير ، والقسوة ، والشعور بالخطية والإثم والقلق ، والخوف ، وغيرهما من النزعات السيئة التي تغزو النفس مع ما يلقى الطفل من أحداث كل يوم .. والتي تمهد له الهزيمة في الحياة ، وتؤدي إلى تقويض شعوره بالسعادة والأمن . اذن ، بيد الأب لو أحسن القيام بدوره ان يفجر ما بنفس الصغير من ينابيع الخير والشجاعة والحماس للحياة .

6/العلاقات الأسرية السليمة 

  إن الجو العائلي الهانئ الذي تسوده روح المحبة والتفاهم والتعاون بين جميع الأفراد يعطى الطفل شعورا بالاطمئنان والثقة بالنفس ، وتحميه من القلق والاضطراب النفسي .. يجب ان تكون العلاقة بين الأبوين أن تكون في حالة وفاق ، ومبنية على الاحترام المتبادل ، والتعاون على مشكلات الحياة بحيث يضع كل منهما الآخر في اعتباره دائما ، ويجب أن يكون لكل فرد من أفراد الأسرة قيمته واعتباره بدون تفضيل أحدهما على الآخر ، فالكبير يعطف على الصغير ويساعده ، والصغير يحترم الكبير ويعيشه في جو من الود والتفاهم . أما إذا اضطريت العلاقات الأسرية : فالخلافات المستمرة بين الزوجين تؤدي إلى شعور الأطفال بالقلق وعدم الأمان ، وتوقع الانفصال ، وتحطيم الأسرة ، وتشريد الأطفال.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع
    Back to top