1/تعریف مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة مرحلة انتقال بين الطفولة والرجولة ، وفترات الانتقال حرجة وصعبة للغاية .. تحدث فيها تغيرات جسمية ونفسية وعقلية واجتماعية ردوافع جنسية . كثيرا ما تغير الشخصية تغيرا كاملا ، ويضاف إلى هذه التغيرات أن المراهق لا يستطيع التغلب على مشكلاته بسهولة ويسر لسوء المعاملة المنزلية أحيانا ، وتأخر أساليب التربية التي تساعد على حسن التكيف . ومما يزيد المرحلة تعقدا أن مرحلة المراهقة تبدأ في بلادنا مبكرة ، عند الجنسين ، كما أن سن الزواج أصبح متأخرا لتعقد الحضارة ، الأمر الذي أطال في مرحلة عدم استغلال الطاقة الجنسية في وضعها العادي وهو الزواج .
2/حياة المراهق متأرجحة
- - فترة المراهقة تبدأ عند البنات في سن ۱۲ ٫ ۵ سنة وعند البنين في سن ۱۳٫5
- - ويتأرجح فيها المراهق بين الميل لأن يكون مستقلا بتحميل المسئولية يعامل معاملة الكبار ومن أن يكون طفلا مدللا ، ويتمتع بمسرات الطفولة ونعومة حياتها ..
- - انه يتأرجح بين إن تكون متفائلا وديعا مطيعا محب للكبار وبين أنه يكون عنيدة متكبرة لا يحترم الكبار ، ويتأرجح أيضا بين أن يكون سعيدة مرحة ، أو أن يكون متشائما حزينة قلقا على مستقبله وحياته .
وهكذا نلمس حقيقة أن نسبة كبيرة من المراهقين يعيشون في دوامة عنيفة ، ومن ثم هم في أشد الحاجة إلى المرشدين الذين يأخذون بأيدهم ليخلصوهم من أزمات هذه المرحلة .
3/المراهقة أهم المراحل في حياة الإنسان
تعتبر فترة المراهقة في نظر علماء النفس من أهم المراحل في حياة الإنسان . إذا فيها يتحدد الطريق الذي يسلكه الشاب فيما بعد . ينبغي أن نلفت النظر الى أهمية العناية بحياة المراهقين والمراهقات کی يمكنهم التخلص من متاعبهم النفسية ، وليسيروا في الطريق السليم . وكذلك ينبغي العمل على إشباع حاجاتهم النفسية ، كي يتمتعوا بالصحة النفسية ويتكيفوا مع الحياة بمشاكلها وأفراحها دون أن تسبب لهم المتاعب النفسية .
4/الحاجات النفسية للمراهق وطرق إشباعها
1.4.الحاجة للحب والتعاطف
المراهق أو المراهقة : الذي يحظى بعطف الوالدين وحبهما اقدر من نظيره الذي يفتقد ذلك الحب والعطف على مواجهة مطالب الحياة خارج المنزل . ولكن هذا الحب في البيت ليس ضمانة كافية لنجاح المراهق في حياته . ينبغي أن يكون حبا وعطفة مستنيرة واعية . الحب الذي يساعد على نحو الثقة بالنفس . ويخلق في الفرد إحساسه الطيب نحو نفسه ويؤدي إلى الشعور والرغبة الصادقة في أن يحاول ويغامر في حياته بدون خوف من نتيجة الفشل .
هذا هو نوع الحب الذي يخلق الأبطال ، ويساعد على نمو الأبناء مدركين للحياة هذا الحب حيوي وهام وضروري للمراهق لاسيما في هذه المرحلة الحرجة من حياته والفشل في إقناع الابن المراهق بان هذا النوع من الحب هو إحساس والديه نحوه يكون السبب الوحيد والهام الذي يؤدي إلى انحراف شخصية الابن المراهق في مراحل نموه القادمة . ومن مظاهر الحرمان العاطفي : الغضب - والعدوان - والعناد - والعصبية - والخوف - وأحلام اليقظة .
2.4.الحاجة إلى الانتماء
يؤكد علماء النفس أن الإنسان يحتاج دائما إلى الانتماء إلى جماعة يحس بانضمامه تحت لوائها بدوره . ويتأكد من خلال هذا الدور شخصيته وذاته ، ويكتسب مكانة اجتماعية يحس معها بالراحة والسعادة . وأول جماعة يحس نحوها الابن بالانتماء هي أسرته التي يقترن اسمها باسمه وتصاحبه طول مراحل حياته . وكذا الانتماء الى جماعات اللعب أو إلى المدرسة كجماعة أو هيبة اجتماعية أو إلى جماعة دينية أو جماعات الهوايات أو الجماعات السياسية أو الرياضية أو غيرها .
ودور الأسرة في اختيار الجماعات التي ينتمي إليها الابن المراهق وتوجيهها وتبصيره بأهداف هذه الجماعات والفوائد أو المضار التي يمكن أن تواجهه هو دور مهم لا يستهان بقيمته ونتائجه .
3.4.الحاجة إلى الأمن والاستقرار النفسي
ويشعر المراهق في حماية والديه بالأمن على حياته ووجوده ضد ای أخطار يشعر إنها تهدده . كما يستمد استقراره النفسي من خلال الجو الأسرى والعلاقات الطيبة التي تسود بين الأم والأب .. حيث ينعكس سلام المنزل ، وتحت ظلاله الوراقة التحمي حياته من لفحات المشكلات التي تواجهه خارجه . ويعتبر نوع العلاقات الأسرية الأساس من حيث الأهمية للنمو النفسي للمراهق ، وينطبق هذا ليس فقط على علاقة كل من الأب والأم والابن ، بل أيضا على علاقة المراهق باخوته والأقارب والملتصقين به . وتعتبر كذلك القيم والمبادئ الثابتة غير المتغيرة سواء كانت تميل إلى المرونة أم لا ، العامل المساعد للابن المراهق للإحساس بالأمن بتزويده بإطار واضح المعالم .
وقد يتغير إحساس المراهق بالأمن نتيجة لعوامل كثيرة منها :
- عدم صفاء الجو الأسري وتعكيره بالمشاحنات بين الابن والام .
- سوء معاملة الوالدين للابن المراهق بالقول أو بالقيل وتكون نتيجة لذلك.
- افتقاد المراهق الإحساس بالأمن ، وتنمية روح العدوان ، والرغبة في الانتقام .
- وزيادة حساسيته في المواقف ليصبح : عنيدة ، أنانية ، قلقة ، منبوذا من زملائه.
- وقد يؤدي ذلك إلى الانحراف والجنوح أو يؤدي إلى : الاستكانة والاستسلام ، ويصبح و مكتئبا أحيانا لا يستطيع التركيز الذهني في دراسته مما يؤدي الى تخلصه من أقرانه ، وتظهر لديه أضطرابات الشخصية في المراحل العمرية التالية :
- وقد يكون مصدر القلق الذي يعاني منه المراهق أخطاء في أسلوب التربوي الذي عاملته به الأسوة نتيجة الترهيب والقسوة في المعاملة . فيكبت الابن هذه المشاعر المؤلمة في أعماق نفسه لتظهر من جديد في شبابه وتؤدي إلى المرض النفسي . أو قد ينعكس على اتجاهاته في حياته العملية أو حياته العاطفية في تنشيله لأبنائه مستقبلا .
4.4.الحاجة إلى التقدير
أن المراهق في حاجة إلى أن يعترف به الكبار ، وان يعاملوه كفرد له أهميته لذلك على الذين يتعاملون مع المراهق أن يحترموه عند نجاحه في اي عمل ، وبلصتون إليه عندما يتكلم ويكافئوه عند القيام بشئ يستحق المكافحة .
دور الأسرة في إشباع حاجة المراهق للتقدير
دور الأسرة كبير في إكساب الابن المراهق ثقته بنفسه في حدود ما يتوفر لديه من قدرات خاصة ، ومميزات شخصيته . ولا يجب ان تبالغ الأسرة في تقدير قدرات الأبناء ، فتنقلب الثقة بالنفس الى غرور يؤدي بالفرد إلى عدم إدراكه لقدراته الحقيقية . ويوقع نفسه في مأزق الغرور ويصبح مكروها من زملائه ، منبوذا من الناس . وتساعد جرعات الثقة بالنفس التي تتلقاها المراهق خلال تنشئته في الأسرة إلى رفع مستوى طموحه ، والاجتهاد ، والمثابرة في دراسته . وينعكس ذلك في عمله بعد تخرجه وبخاصة كشاب في مقتبل حياته .
5/الحاجة إلي النجاح
النجاح دائما يدفع الشخص إلى مواصلة التقدم نحو تحسين سلوكه وتحسين ما يقوم به من أعمال كما أن النجاح بلمي الثقة بالنفس . أما الفشل فيؤدي إلى فقد الثقة بالنفس ويدعو إلى القلق .
لذلك فعلي الوالدين
- عدم المغالاة في الأهداف التي يتوقع انها من الابن المراهق . فإذا طلبا المستحيل ، فسوف تكون النتيجة الفشل وفقد الثقة بالنفس .
- ينبغي طلب الأهداف المتوقعة المعقولة المناسبة لقدرات المراهق .
- ينبغي أيضا على الوالدين أن يشجعا الناجحين دائما ومكافأتهم.
- وعليها أيضا أن يساعدا الابن المراهق إذا فشل في عمل ، وذلك بتوجيهه بدلا من لومه ، فربما يكون هذا الفشل سبب لنجاح عظيم فيما بعد .
6/الحاجة إلي الحرية
تظهر هذه الحاجة في ابسط صورها في حاجة المراهق إلى حرية التعبير عن رغباته ، وآرائه . وتبقى الحاجة إلى الحرية قوية طول العمر بحيث لا يطيق الإنسان بطبيعته الشعور بان هناك اي قيد يمنعه عن حرية الحركة والتعبير عن النفس . والحرية والرغبة في الاستقلال في التصرفات الشخصية تساعد المراهق على النمو والتقدم بشرط إلا تكون حرية مطلقة . ولذلك يصاحب الحاجة إلى الحرية عادة إلى وجود سلطة موجهه أو ضابطة . وتشمل السلطة الموجهة في . - الوالدين في المنزل . ثم المدرسين في المدرسة . ثم الرؤساء في العمل .. وهكذا .
7/الحاجة إلي التوجيه .. وضبط السلوك
يشعر المراهق بحاجته الى من يوجهه ، ويبصره بالأمور ، ويرد على تساؤلاته المتعددة التي تسبب له القلق النفسي بعدم الحصول على إجابات لها ، وكذا في تحيزه إلى أنواع معينة من السلوك ثاب عليها ، وترهيبه من أنواع أخرى من السلوك يعاقب عليها . ويكتشف بعد ذلك أضرارها ، فيعرف طريقه ويزول الغموض الذي قد يغلف مواقف حياته ويساعد ذلك على :
نمو ذلك الضمير : وهو السلطة الذاتية العقوبية التي يغشاها الفرد ، وتكون في نفس الوقت محبة لديه ، لأنها نابعة من ذاته ، وليست دخيلة مفروضة عليه . ويظهر ذلك في مرحلة الشباب حيث تختفي السلطة الوالدية ، ولا يبقى سوى ضميره يوجهه بموجب ما اكتسبه من قيم وعادات وأفكار توجيهه إلى الطريق السليم أو لا يقوى ضميره على ممارسة السلطة على سلوكه فينحرف سواء السبيل .
8/الحاجة إلى المعرفة
أن الحاجة إلى المعرفة من الحاجات الهامة لدى الفتي المراهق : ويظهر ذلك منذ الطفولة بمحاولة الطفل أن يتعرف على بيئته من العوامل التي إذا عولجت بحكمة أمكن عن طريق ذلك تنمية ما يمكن ان يكون لدى الطفل من إمكانيات وقدرات .. حيث تستمر في النمو حتى تصل إلى درجات ومستويات واضحة ومواهب ظاهرة في مرحلة المراهقة .


تعليقات
إرسال تعليق