القائمة الرئيسية

الصفحات

الصحة النفسية ومرحلة الشباب




   يمثل الشباب قوة المجتمع ، فهو شريحة اجتماعية تشغل وضعا متميزا في بنية المجتمع والشباب أكثر الفئات العمرية حيوية وقدره على العمل والنشاط ، كما أنها الفئة العمرية التي يكاد بناءها النفسي والثقافي في أن يكون مكتملا . هذا فضلا عما يتسم به الشباب من مرونة وقدرة على التكيف مع المواقف التي تواجههم من جهة ، دعامة يعتمد عليها المجتمع في رسم سياسات استثمار جهود الشباب من أجل التنمية والبناء من جهة أخرى .
   ونظرا لأن الشباب يمثل فلة عمرية هامة وشريحة اجتماعية تستطيع أن تلعب دورا في عملية التنمية المنشودة ، فإن هذا هو ما يلقي على الدولة أهمية كبرى تتمثل في ضرورة العمل من أجل توجيه طاقات الشباب بكافة وسائل الإعلام السمعية والمرئية والمقروءة . ونظرا لأن الشباب في مجتمعنا المصري يمثل موردا بشريا أكثر وقوة من الموارد المادية فإن هذا يفرض على المجتمع أن ينظر إلى الشباب كطاقة كبرى يمكن استثمارها وإتاحة الفرصة لها للمساهمة الإيجابية في كافة مجالات التنمية . ولتحقيق ذلك ينبغي التعرف على الحاجات النفسية والاجتماعية والروحية الشباب وطرق إشباعها لتوفير الصحة النفسية لهذه الفئة الهامة في المجتمع .

 الصحة النفسية والحاجات الاجتماعية والروحية للشباب - وطرق إشباعها 

1.الصحة النفسية وإشباع الحاجات الاجتماعية للشباب


1.1الحاجة إلى الانتماء

   يحتاج الشاب إلى جماعة يتلمي إليها ، ويشعر بالراحة والسعادة من خلال انتمائه إلى هذه الجماعة والتي من خلال إحساسه بالانتماء إليها يكتسب مكانة اجتماعية يقترن اسمه بأسماء وتصاحبه طول مراحل حياته . وفيما يلي الانتماءات التي يحتاج إليها الشباب کی تتكامل شخصيته ويتمتع بالصحة النفسية .

  • الانتماء إلى الله

 لا يمكن للإنسان أن يعيش ناجحا ، موفقا ، مؤمنا ، راضيا بحياته مقتنعا بما هو فيه دون الانتماء الى الخالق .. فكيان المخلوق يرتبط بمن خلقه ويستكمل بالعلاقة معه ، ويجد راحة في الاتحاد معه ، فإحساس الإنسان بالانتماء إلى خالقه ، يعطيه الإحساس بالاطمئنان وان الله بجانبه يساعده في كل جانب من جوانب الحياة . ..

  • الانتماء الي الأسرة 

إن الإنسان يحتاج دائما إلى الانتماء إلى الأسرة .. فالترابط الأسري ، والمحبة التي تسود جو الأسرة ، واستعداد كل عضو من أعضائها للتضحية من أجل الآخر ومساعدته هذا هو المعنى المقصود بعبارة الإحساس بالانتماء إلى الأسرة إنه في جوهره العطاء والأخذ من كل من أعضاء الأسرة ليس فقط في الجوانب المادية لانها غير مهمة نسبيا هنا .. ولكن من الجوانب التي أكثر قيمة وهي الجوانب الانفعالية ، والذهنية ، والنفسية والروحية . وسائل تنمية الإحساس بالانتماء الي الأسرة التحقيق الإحساس بالانتماء إلى الأسرة ينبغي إن تؤثر الصحة النفسية في الجو الأسرى كما يلي :

  1. توفير الجو الأسرى المتماسك .
  2. يجب أن يسود الوئام والمحبة والتعاون والمشاركة الأسرية .
  3. ينبغي عدم وجود تيارات متناقضة في نظامها .
  4. يقضى أفراد الأسرة وقتا كافيا معا .
  5. وجود أهداف ، وآمال مشتركة بين أفراد الأسرة .
  6. العدالة في المعاملة بين أفرادها .
  7. التمسك بالقيم الدينية والروحية والأخلاقية .
  8. الاستعداد للتضحية من أجل الآخرين ، والتعب من أجلهم .
  9. احترام حرية كل فرد واحترام اختلاف الأمزجة الفردية بين الأفراد بالأسرة من فوارق فردية .
  10. توفير الجو الأسرى الديموقراطي .. الذي يساعد على ترعرع الشخصية الأفرادها ، بحيث تبدی ما بها من استعدادات كانت ستبقى كامنة لولا توفر الديموقراطي بالأسرة .

  • الانتماء الى الوطن

 من أهم الانتماء التي يحتاج إليها الإنسان أيضا ، الانتماء الى الوطن ، فكل إنسان لابد أن يكون له وطن ، يعرف الإنسان كثيرا عن الوطن الذي ينتمي إليه . فالإحساس أنه ينتمي الى وطن ، يجعله يشعر بالاطمئنان والاستقرار ، بأنه ينتمي إلى مجموعة تتفق معه في الطباع والتقاليد ، وطرق المعيشة تسانده وتحميه وتدافع عنه وتدفع عنه الظلم ، وتعمل على راحته ، وتوفير الحياة الكريمة له . وتمده باحتياجات الحياة المادية والمعنوية . والشخصية التي تشعر بالانتماء الي الوطن

  1. هي الشخصية التي تقبل على العمل الحر الشريف لصالح الوطن .
  2. هي التي تعمل وتضحي من أجل سلامة الوطن وحمايته ضد الأعداء .
  3. وهي التي تعمل وتبني وتساهم من أجل رفع شأن الوطن والزود عن حقوقه وسلامته .

2.1.الحاجة الي العمل 

  كل شاب يولد وعنده دافع العمل . فالطفل في أول حياته يبذل جهدا جسميا ليتعرف على البيئة المحيطة به ويتعلم منها نتيجة للمجهود الجسمي الذي يبذله . وفي سن الدراسة يصبح العمل مجهودا جسميا وذهنيا في نفس الوقت وبعد انتهاء الدراسة : يتأهب الفرد إلى إتقان نوع معين من العمل يتناسب مع رغباته وميوله ويصبح العمل في هذا المجال اساس من أسس الحياة والنشاط اليومي . ويعتبر العمل بطبيعة الحال شرط أساسي لإشباع كل الاحتياجات الجسمية والنفسية للفرد .
   تأثيراشباع الحاجة الي العمل علي شخصية الشاب:

  1. العمل يساعد الفرد على توفير الصحة النفسية ويكون الشخصية المتكاملة الناضجة المتزنة .
  2. العمل يساعد على ربط الفكر بالواقع العملي ، والوفاء بالتزاماته أمام الكون من جهة ، وأمام المجتمع من جهة أخرى .
  3. يزيد من إحساس الفرد بالحرية وشعوره بالمسئولية .
  4. العمل هو الأداة التي تقرب الفرد الى العالم الخارجي .
  5. هو الجسر الذي تعبره الذات لتصل الى دنيا الحاس .
  6. العمل يجعل الفرد يشعر بوجوده ، ويفرض عليه ضربا من التعبير أو التعديل على العالم المادى : لان الفعل الذي يقوم به لابد أن يحدث آثارة في العالم الخارجي .
  7. العمل له الأثر القوى على اتزان الشخصية فعن طريقه يكتسب الإنسان قوة ويطمحن الى مستقبله.
  8. هو وسيلة للتأثير في البنية التي يعيش فيها .
  9. وعن طريقه يسعى الفرد ويحقق لنفسه مركزا مرموقا في المجتمع الذي ينتهى إليه .

   مما سبق ، نرى أن العمل احد الدعائم الأساسية لتكوين شخصية الشاب وتوفير الصحة النفسية والسعادة له مدى الحياة ، ويعتبر أحد . صور النشاط الطبيعي له ، الذي يشبع حاجاته النفسية ، وتحقيق أهدافه الحيوية .

3.1.الحاجة إلي المعرفة

   تعتبر الحاجة إلى المعرفة ضرورية ولازمة للكائن الحي ولا سيما في مرحلة الشباب فهي متصلة بالبعد النفسي لحياته . إذ أن المعرفة تجعله أكثر اطمینانا وقدره على تسيير حياته ..وهي على صلة أيضا بالواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه ، نظرا لأن الوسط الاجتماعي هو الذي يمده بهذه المعرفة في مراحل العمر المختلفة فمن خلال إشباع الحاجة الى المعرفة تساعد الشباب على نضج شخصياتهم واتساع أفق تفكيرهم ، واكتساب الخبرات المختلفة التي تساعدهم على حل مشاكلهم حاليا ومستقبلا من خلال الاعتماد على النفس واكتساب الثقة بها وتجلب الإحساس بالنقص .

   وسائل توفير المعرفة للشباب

  • توفير الجرائد والمجلات والكتب الثقافية ، كي يعتادوا الإطلاع على الأحداث الجارية ، وعلى المقالات التي يسجلها الكتاب والصحفيون بها .
  • توفير وسائل الإعلام بالمنزل : وأهمها الى جانب الصحافة : والتليفزيون والراديو ولا شك إن الإذاعة والتليفزيون يعتبران اليوم من أهم وسائل التوجيه والإرشاد والمعرفة .
  • يتجه الشباب إلى حضور الأفلام المفيدة ولا سيما العلمية منها .
  • يتشجع الشباب على حضور المحاضرات الثقافية والعلمية والدينية .
  • اتجاه الشباب نحو معارض الكتب ، واقتناء الكتب التي تروق لهم وتكوين مكتبة خاصة بهم يعتني بها في المظهر والنظام وتزويدها بالكتب العلمية .
  • على الشباب الاتجاه نحو قراءة سير العظماء ، والتدين ، والكفاح ، للتعرف على المبادئ والقيم التي انتهجوها .
  • على الشباب ارتياد المعارض والمتاحف ، والوقوف على تاريخ بلدهم . وعلى ما تضمه المعارض والمتاحف من علوم وفنون .
 وأخيرا 
   فان استفادة الشباب بالوسائل المختلفة لتوفير المعرفة والثقافة لهم تساعدهم على خلق شخصیات متكاملة ، قادرة على التغلب على ما يقابلها من مشکلات دون عناء لاتساع خبرتها عن طريق إشباع الحاجة إلى المعرفة .
أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع
    Back to top