الضغط النفسي والأداء

   تختلف الاضطرابات الحسية - النفسية Psycho - Sensory Disturbances | عن أنوع الجذع الحسي، في أن هذه الاضطرابات تكون ذات أصول عضوية، والجانب العضوي فيها بنسم، إلى حد ما، بشيء من الاتزان وبشيء من الاستقرار، وأن المريض في هذه الحالة يحتفظ في ذاته بشيء من الإتجاه الناقد إزاءها. ويلاحظ أن الأشخاص الذين تتكون لديهم مثل هذه الظاهرة المرضية النفسية يكثرون من شكوى رؤينهم الأشياء مشوهة، فتظهر لهم وكأنها معكوسة على صفحة مرآة زجاجها مهشم .

  يطلق على النشوه الإدراكي المضطرب هذا تعبير الانسلاخ (2) Metamorphosia، بينما يطلق على ما يظنه الشخص من تشوه في ذات جسمه، أنه تشوه في تناسق الجسم وعدم إتساق أبعاده أو تناسقها. فالشخص السوي والسليم من الاضطرابات النفسية والتشوهات التكوينية الجسمية تبدو له الأشياء كما هي سليمة ومن غير تشويه لا وجود له، لأن صوره العقلية عما يتراءى له، تكون صورة ثابتة لا تأرجح نبها، ولكن صور الواقع للمرضى تختل باستمرار فينقصها الثبات، فالشخص الذي له تاريخ مرضي وكان بشكو، مثلا، من داء التهاب الدماغ Encephalitis، نجده ينبرم باستمرار قائلا أنه يحس أن دماغه يكبر في الحجم بشكل غير طبيعي، أو قد يقول لك أن ذراعيه وساقيه قد امتدت في الطول على نحو غير طبيعي، أو ربما يذكر فيقول إن أطرافه آخذت في القصر والتلاشي إلى حد يفزعه... إلخ. 

  وفي أشد الحالات النفسية تعقيدة، ترى الفرد يضج بالشكوى من أن أطرافا منه قد فصلت من جسمه فلم يعد يحس لها وجودة في بدنه، أو أنها غير موجودة في جسمه البتة، او ربما يقول لك بأنه تشوهت أطرافه تماما، أو أنها ملتوية، أو خفيفة جدة، أو أنها لا وزن لها فيشعر وكان جسمه بلا أطراف.