الاضطرابات الإدراكية وعواملها المرضية ان هناك عدة نظريات في الوقت الراهن تعكف على دراسة الاضطرابات الإدراكية، محاولة تفسير الأسباب الكامنة وراء ما يحدث من خداعات، واضطرابات حسية - نفسية، وهلوسات يومية . كانت هناك نظرية لبيت في الميدان ردحا من الزمن يطلق عليها النظرية المحيطية للهلوسات The Peripheral Theory of Hallucinations. وبقيت متداولة فترة في أدبيات الطب النفسي. بقي العلماء، طبقا لهذه الفطرية، يعتقدون أن ما يطرا على المرضى بالهلوسات من اضطرابات، وما يلاحظ عليهم من تشوهات حسية ينسبونها إلى واقعهم، إنما هي متأتية من اسباب مباشرة ترتبط بخلل يكمن في متسلماتهم المحيطية الطرفية Peripheral Receptors.
بيد أن هذه النظرية قد تم دحضها لأنها لم تجد لها سندة بدعمها فيما ذهبت إليه، لا في الملاحظات الميدانية ولا في الدراسات العيادية وأول خطوة أساسية أتيحت لفهم طبيعة الاضطرابات الإدراكية تمثلت في النظرية المركزية المتعلقة بالهلوسات، وهي النظرية التي جاء بها في نهاية القرن التاسع عشر، المختص بعلم الأمراض العصبية والطبيب النفساني الألماني فيرنك.
خلص فيرنك في نظريته هذه إلى أن الهلوسات تحصل جراء ما يصيب اللحاء المخي من خلل، وعندما يتعرض هذا إلى منبهات حادة. اعتمد فيرنك نيما ذهب إليه، على مقارنات استمدها من الملاحظات العيادية ومن المعطيات التشريحية للحالات المرضية.
تلت ذلك محاولات كانت ترمي إلى إحداث الهلوسات وتوليدها بصورة تجريبية، وذلك بإمرار تبار كهربائي مخفف إلى مناطق المخ التي تتحكم بالحواس البصرية، أو السمعية، أو مناطق الحواس الأخرى. فتنبيه القطب الخاص بالفص القذالي) من المخ بالكهرباء،مثلا، ينتج عنه حدوث اهتلاسات بصرية، وأن تنبيه الفص الصدغي بالكهرباء أيضا، ينجم عنه اهتلاسات سمعية .


تعليقات
إرسال تعليق