أسباب الأمراض العقلية عديدة وأنواعها شتى. فمنذ أمد بعيد، ولفترة طويلة من الزمن كانت تعزى أسباب الأمراض العقلية بشكل شامل إلى عوامل وراثية Hereditary Factors.
وبالنسبة للإستعداد للمرض العقلي لا يستبعد أطباء الطب النفسي اليوم وجود عوامل الوراثية ولا ينكرون وجودها، غير أنهم لا يسندون إليها كل تلك الأهمية الكاملة.
لا شك أن الأطباء المحدثين قد لاحظوا بواسطة الملاحظة التجربية Empirical Observation ) وبالمشاهدة أن أطفال المرضى عقلية وأقاربهم تحدث لديهم أيضا امراض عقلية وتتطور.
بيد أن الدراسات المتعمقة لم تظهر كلها علاقة منتظمة تدل على هذا المرض العضال في هذا المجال. نهي دراسات لم يكتب لها النجاح كلها. ولهذا فإن طبيعة تدخل الوراثة في مختلف هذه الأمراض العصبية . النفسية Neuro - Psychic ، ما برحت موضع جدل لم يحسم أمره بعد. فالمسألة، إذن، ليست مجرد مسالة أكاديمية وحسب؛ أو أنها مجرد محل نقاش فكري فقط.
وهذا معناه، أن هناك استخلاصات عبادية موسعة، واستنباطات اجتماعية كذلك، كلها قد أتاحت معارفها من بيانات الطب النفسي الخاص بالوراثة والمهتم بها. فنظرية الجريمة التي لقيت انتشارا شاملا، بعد أن طورها، في منتصف القرن التاسع، موریل Morel، أوجدت روابط رصينة تجمع بين العوامل النفسية والسوسيولوجية بشأن حقائق الأمراض العقلية .
إبتدات مشكلة الوراثة تستأثر باهتمام الأطباء النفسانيين رويدا رويدا، وكثير من الدراسات تم إجراؤها وهي تدور حول دور العوامل الوراثية في شکل حالات منفردة من الأمراض، وموضوعات الدراسة التي تمت في هذا الصدد تناولت أثر العوامل الاجتماعية Social Factors في الإنتقال الورائی الخاص بالذهانات Psychoses، وكذلك أراد المهتمون في هذا المجال أن يتبينوا هذا التأثير أيضا في ميدان الجوانب الجسمية. ورغب الباحثون كذلك في معرفة دور الأب، والأم، والأقارب، في الانتقال الوراثي، في هذا الشان.
فالمختصون ما فتئوا يذهبون مذاهب متباينة؛ فهناك من يرى أن الدور المهم في الجنون يعزى إلى الوراثية، وغير هؤلاء من يرجع الأمر إلى عناصر تشريحية.


تعليقات
إرسال تعليق