الخداع الحسي هو إدراك حسي زائف ومشوه لشيء حفيقي موجود. ويوصف بانه خداع حسي عندما لا ينطيق الإدراك الحسي على واقع الشيء الحقيقي كما هو موجود فعلا، والخداعات الحسية هذه كثيرا ما تحصل لدى الأشخاص الأسوياء، أيضا، وما يسمى بالخداع البصري مبني على قوانین فیزیاوية معروفة، وهي خداعات بصرية اصبحت جد مالوفة، فحينما تغمس ملعقة في كأس مليء بالماء، فإنها تبدو لنا وكانها مكسورة، والسبب أن جزئیها، الظاهر والمغمور في الماء، يحبطهما وسطان مختلفان في الكثافة لذلك تلوح لنا وكأنها مكسورة، أو أنه ليخيل إلينا هكذا الناس الأسوياء يمرون أيضا بنجارب وخبرات من الخداع الحسي.
وأسباب ذلك كثيرة، منها مثلا عدم التركيز في الانتباه، فيمر الشخص بحالة انتباه سطحي للأشياء، أو بسبب إدراك حسي غامض أو غير واضح، كما في حالة وجودك في الظلام، أو عندما لا تكون الإضاءة كافية، أو في حالة ضعف السمع، كما يتعرض الفرد لمثل هذه الضروب من الخداع فتحصل له أخطاء عندما يقرا، أو إساءة الفهم لبعض الكلمات خلال المحادثة، أو ربما يتعرض لذلك أيضا في حالات الخطا في التعرف على شخص فيتوهم في معرفة شخص غريب براء بدون انتباه زائد نحو، فيظنه شخصا يعرفه.
من عوامل الخداع الحسي أيضا، التغير في الوضع الوجداني للشخص، كما يكون في حالة قلق، أو في حالة خوف، بيد ان حالات الخداع الحسي تکثر وتزداد بازدياد أعراض الأمراض العقلية، فهي خداعات حسية يكثر حدوثها عندما يصاب الشعور بعاهات مرضية مثل الهذیان، وحالات التوهان)، وهي خداعات تنسلك في عداد المتلازمات Syndromes الامتلاسية والهذائية، كما تكون هذه الخداعات مصاحبة أيضا للاضطرابات الوجدانية. فالخداع البصري لدى المريض الذي يعاني من الهناء وحالات التوهان، تبدو عليه فيرى كل ما يحيط به من أشياء مشوهة لذلك تظهر له الأشياء البيئية غريبة.
ولهذا فإن خبرات الخوف والقلق تعد من العوامل المساعدة في زيادة حدة الخداع الحسي. وعندما لا يكون العطب الذي يصيب الشعور خطيرة، فإن المريض الهذياني يدرك الأشياء بشكل خاص به هو فقط، فبرى الأشياء العادية كأنها صور رائعة، أو يدركها بصورة مبالغ فيها، فيرى الشق في الجدار، أو الظل المنعكس على السقف، وكانهما غيلان.


تعليقات
إرسال تعليق